You are currently viewing الامام الأوزاعي أهم أعلام اهل الشام في عصره

الامام الأوزاعي أهم أعلام اهل الشام في عصره

هناك علماء وفقهاء وشيوخ لم يختلف أحد على علمهم على مر العصور، حيث كان لهم دور عظيم في نقل أقوال وأفعال الصحابة وما ذكر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان لهم كل الفضل في بقاء سنن النبي الكريم متوارثة على مر العصور، حافظوا على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوها عن ظهر قلب ودونوها وعلموها للتابعين من وراءهم، فظلت متوارثة حتى وقتنا الحالى، من هؤلاء الفقهاء الأجلاء سير الأعلام الامام الأوزاعي أمام أهل الشام، شهد الناس في زمانه على تدينه وأخلاقه الحسنة وتقواه، كان عادل محب للحق يقيم الليل حتى طلوع الشمس، وكان أكثر الفقهاء في زمانه محباً للعلم يسعى دوماً للحصول عليه.

في هذه المقالة سوف نتحدث عن الأمام الأوزاعي نشأته وأهم أنجازاته.

الامام الأوزاعي

ولد الأوزاعي في بعلبك في عام 88 هجرياً، وعاش فترة في مدينة الكرك البقاعية يتيماً فقيراً، ظل يتنقل مع أمه من بلد إلى بلد فعاش فترة في دمشق ثم أنتقل الى بيروت فأستقر بها حتى وفاته.

ويذكر الأوزاعي قصته فيقول: ولدت يتيماً فقيراً مات أبي وأنا صغير، فذهبت ألعب مع الغلمان فمر رجلاً علينا وذكر أسمه وكان أحد شيوخ الأسلام في عصره، ففر الغلمان إلا أنا ظللت ثابتاً، فسأله الشيخ: أبن من أنت؟ فأخبرته، فقال الشيخ: يا أبن أخي، رحمة الله على أباك، فأخذني إلى بيته يرعاني حتى بلغت فألحقني بالديوان حتى أحصل على مايكفي معيشتي ، ثم ذهب الأوزاعي في بعثاً إلى اليمامة، فدخل إلى المسجد ليصلى فرأه يحيى بن أبي كثير فأعجب بطريقة صلاته وورعه فيها، فتحدث مع تابعينه فقال ما رأيت أحداً أهدى من هذا الشاب في هذا المجلس، فأخبر أحد التابعين الأوزاعي بذلك فذهب إليه ومكث عنده يتعلم منه ويكتب عنه، كتب عنه أربعة عشر كتاباً أو ثلاثة عشر كتاباً ولكنهم أحترقوا جميعاً.

عاصر الأوزاعي فترة الدولة ألأموية في أواخرها وقت أزدهارها وأيضاً عاصر بداية الدولة العباسية في فترة أزدهارها.

عاصر الأوزاعي الكثير من فقهاء الدين والعلماء الذين  عاصروا الصحابة الكرام وتربوا على يديهم، عاصر الأمام الحسن البصري وأنس بن مالك وسفيان الثوري وأبو حنيفة النعمان والليث بن سعد، حيث قابل الأوزاعي بعضهم وتعلم منهم مما شكل شخصيته من حيث كمال الأدب والأخلاق والتقوى.

فقد شهد الناس على تدينه وأخلاقه الحميدة ورفض القضاء خوفاً من الذلل، وقد شهد له الأمام مالك أنه كان أصلح الناس لخلافة المسلمين.

تتلمذ على يد

تتلمذ الأوزاعي على يد الكثيرين من العلماء والفقهاء الذين جالسوه فترات طويله أو سمع منهم القليل منهم من عاصر الصحابة الكرام وتربوا على يديهم ومنهم من كان من التابعين ولعل أكثر الأسماء الذي أخذ منهم موروثه العلمي.

  • يحيى بن أبي كثير
  • الزهري
  • أبي كثير السحيمي اليمامي
  • وأبي معاذ صاحب أبي هريرة

وغيرهم الكثيرين.

تتلمذ على يده

تتلمذ على يد الأوزاعي الكثيرين من محصلي العلم حيث كان أمين وثقة وصادق الحجة، فكان منهم من ألفوا كتابات بسبب ماأستمدوه من علمه الغزير، ومدحه الكثيرين في كتاباتهم، سوف نذكر بعض هذه الأسماء.

  • الثوري
  • يونس بن يزيد
  • أبوأسحاق الفزاري
  • يحيى القطان

وغيرهم الكثيرون ممن نشروا علمه.

أقوال العلماء في علم الامام الأوزاعي

كان الأوزاعي فقيهاً فقد طلب العلم منذ أن كان عمره ثلاثة عشر عاماً

  • فقد قال هقل بن زياد: أفتى الأوزاعي في سبعين ألف مسألة فقهية.
  • أيضاً قال موسى بن يسار: ما رأيت من أحداً قادراً على المناظرة في الأسلام للدفاع عنه مثل الأوزاعي.
  • وذكر أبو رزين اللخمي: أن الأوزاعي سعى لتعلم الفقه منذ أن كان عمره ثلاثة عشر عاماً وبدأ الفتوى عند سن خمسة وعشرين عام وظل يفتي في مسائل متعددة حتى توفاه الله.
  • قال البهيقي في الأوزاعي: حيث قال له : أن الله ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا.
  • كما قال بقية بن الوليد : قال الأوزاعي : أن العلم هو من جاء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومالم يأت منهم فهو ليس بعلماً.
  • وبالنسبة لتدينه فقد كان بعد صلاة الصبح يذكر الله تعالى حتى تشرق الشمس متأثراً بما يقوم به السلف ثم بعد ذلك يقومون ليتذاكروا الفقه والحديث.
  • وأيضاً قال الوليد بن مسلم : ما رأيت من أحداً أشد عبادة وأجتهاداً في الدين مثل الأوزاعي.

وكان الأوزاعي إذا جاء اليه طالباً للعلم يسأله أقرأت القرأن فأن قال نعم قال له أقرأ عليه الأية الكريمة (يوصيكم الله في أولادكم ) فإن قال لا يقول له : أذهب فتعلم القرأن قبل طلب العلم.

كان سخياً كريماً كان له أقطاعاً في بيت المال لم يمتلك منها شيء أخصها للفقراء.

كان يثني على تلاميذه ويكافأهم، وكان من أكثر الناس تواضعاً فإذا نداه رجلاً قال له لبيك.

وقد كان يشفع للأسرى عند الخلفاء ويذكرهم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصيته بالنصارى.

كان صاحب مكانة عند الخليفة أبو جعفر المنصور فقد أرسل إليه ليتعلم من فقهه وعلمه.

مؤلفات الامام الأوزاعي

  • كتاب السنن في الفقه.
  • كتاب المسائل في الفقه.
  • كتاب السير.
  • كتاب المسند.

كان هناك الكثير من كتابات الأوزاعي ولاكن أغلبها أحترق زمن الرجفة، وهي زلزال كبير أصاب الشام ومات به خلقاً كثيرين عام 130 هجرياً.

وبالرغم من أن الأوزاعي أول من دون العلم بالشام إلا أنه عزف عن أعادة كتابتها.

ولكن قام الكثيرين ممن كانوا يتتلمذون على يده قاموا بالتحدث عن مؤلفاته في كتبهم وتحدثوا عنها.

ففي كتاب حاجي خليفة ( كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون) ذكر فيه كتاب (المسند الأوزاعي).

أيضاً (سير الأمام الأوزاعي) فهو مطبوع ضمن كتاب (الأم ) للشافعي ، وقال عنه الذهبي أن به نحو الألف حديث بالأضافة إلى ألوف الأحاديث المرسلة والموقوفة.

كما ذكر أبن النديم في فهرست كتابه كتابي (السنن في الفقه) و (المسائل في الفقه) بالأضافة إلى كتاب (سير الأمام الأوزاعي) والذي لم يبق له نسخ حتى الأن وهذا الكتا يحتوي على العديد من المسائل الفقهية.

لكن قام الكثيرين بترجمة كتبه في كتابهم الخاصة مثل.

  • قام أبو القاضي بالرد على بعض مسائل الأوزاعي في كتابه (الرد على سير الأوزاعي).
  • ترجمة أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن زيد الحنبلي في كتابه (محاسن المساعي في مناقب الإمام أبي عمرو الأوزاعي).
  • أيضاً عبد الستار الشيخ قام بترجمة مؤلفاته في كتابه ( الإمام الأوزاعي شيخ الأسلام وعالم أهل الشام)
  • أيضاً كتاب ( الإمام الأوزاعي فقيه أهل الشام) لعبد العزيز سيد الأهل.

كما أن لديه العديد من الرسائل التي ترجمها التابعين له والعلوم الفقهيه التي توارثها تلاميذه عنه.

قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

أقوال السلف في الأوزاعي

  • ذكره الأمام مالك بن أنس فقال: الأوزاعي إمام يقتدى به.
  • أيضاً قال سفيان بن عيينه: كان أمام أهل زمانه.
  • قال عيسى بن يوسف فيه: كان الأوزاعي حافظاً.
  • أيضاً مدحه أحمد بن حنبل فقال: كان الأوزاعي من الأئمة.
  • أيضاً مدحه يحيى بن معيين بطريقة غير مباشرة حيث قال: العلماء أربعة، الثوري وأبوحنيفة ومالك والأوزاعي.
  • مدحه الشافعي فقال: ما رأيت أحداً أشبه فقهه بحديثه مثل الأوزاعي.
  • أيضاً قال بقية بن الوليد: من ذكر الأوزاعي بخير عرفنا أنه صاحب سنة ومن طعن عليه عرفنا أنه صاحب بدعة.
  • أيضاً قال عنه أبو أسحاق الفزاري : لو قيل لي أختار للأمة لأخترت الأوزاعي.
  • أيضاً قال يحيى القطان عن مالك حيث قال: أجتمع عندي أبو حنيفة والثوري والأوزاعي فقلت: أيهم أرجح؟ فقال لي: الأوزاعي.
  • قال أبو حاتم الرازي في الأوزاعي : كان الأوزاعي ثقة متبعاً لما سمع.
  • أيضاً قال بن عجلان فيه : ما رأيت أحداً أنصح للمسلمين من الأوزاعي.

قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة

وفاته

توفي الامام الأوزاعي سنة 157 هجرياً عن عمر يناهز التسعة وستين سنة.

وقد توفي مختنقاً والسبب أن زوجته أدخلت قطعه من الحطب مشتعلاً داخل المنزل وكان في الحمام وقفلت عليه الباب حتى لا يأخذ برداً فتوجه إلى القبلة وسلم أمره إلى الله .

رحم الله شيخ الأسلام.

قد يهمك أيضا: خارجه بن زيد ( علمه وفضله – انجازاته – ثناء العلماء عليه )

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

تاريخ دمشق لابن عساكر

البداية والنهاية لابن كثير

حلية الأولياء – أبو نعيم.

وفيات الأعيان – ابن خلّكان.

العبر في خبر من غبر – الذهبي.

اترك تعليقاً